مشروع ليبي يثير عاصفة في منتدى اسطنبول
21/03/2009
اسطنبول ـ ميدل ايست اونلاين
قدمت ليبيا هذا الاسبوع في اسطنبول تفاصيل مشروع ضخم في طريقه للانجاز بكلفة 33 مليار دولار لاستخراج المياه الجوفية تحت الصحراء ونقلها عبر الصحراء الى المدن الساحلية.
وللمرة الأولى خلال اجتماع دولي بارز، عرض مسؤولون ليبيون تفاصيل "مشروع النهر الصناعي العظيم" الذي اعتبره البعض محض جنون وأثار العديد من التساؤلات في مجال ادارة موارد المياه.
والمشروع الذي تم انجاز ثلثيه كما اكد فوزي الشريف سعيد المسؤول عن ادارة المياه الجوفية له استمرارية على الصعيد الاقتصادي ويفترض الا يثير اي نزاع.
واضاف ان الكلفة الاجمالية التي تشمل الاستثمار الاساسي وكلفة الصيانة على 50 عاماً تصل الى 33.69 مليار دولار.
وقال ان "الدراسات اثبتت ان المشروع هو اقل كلفة اقتصاديا من البدائل الاخرى" مثل بناء مصانع تحلية مياه او استيراد المياه من اوروبا.
وتابع انه اذا استخدمت الدول الاربع التي يمكنها الوصول الى مياه المشروع - ليبيا والسودان وتشاد ومصر - موارده بحسب التوقعات الحالية فان "الاحتياطي الذي يمكن استخدامه يتوقع ان يستمر لمدة 4860 سنة".
ورغم تسميته فان المشروع ليس له اي علاقة بنهر.
ويستند المشروع على نقل المياه العذبة عبر انابيب ضخمه تدفن في الارض يبلغ قطر كل منها اربعة امتار وطولها سبعة أمتار لتشكل في مجموعها نهراً صناعياً بطول يتجاوز في مراحله الأولى أربعة آلاف كيلو متر تمتد من الجنوب الشرقي والجنوب الغربي وصولاً الى جميع المدن التي يتجمع فيها السكان في الشمال.
والمشروع اطلقه الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي كوسيلة لتأمين الاكتفاء الذاتي الغذائي، وتم تقديم هذا المشروع في المنشورات التي وزعت خلال المنتدى العالمي للمياه في اسطنبول على انه "ثامن عجيبة في العالم".
والمشروع يستهدف بالدرجة الأولى توفير مياه الشرب للسكان وإقامة مشاريع زراعية.
لكن رغم ضخامته فانه ينفذ منذ عدة سنوات وسط تكتم شديد ويبقى غير معروف كثيراً كما قالت يوجينيا فيراغينا المتخصصة بمسائل المياه في مجلس الابحاث الوطني في ايطاليا.
وقد احيط منذ فترة طويلة بسرية تسببت باطلاق مختلف الشائعات التي تناولتها وسائل الاعلام الغربية عام 1997 وبعضها ذهب الى حد القول ان الانابيب كانت تستخدم لتخزين اسلحة كيميائية.
وقال اندراس سزولوسي-ناغي من اليونسكو "انها المرة الاولى التي نشهد فيها خلال منتدى عالمي حول المياه عرضا لهذا المشروع من قبل زملائنا الليبيين" مشيداً بشفافية العرض.
لكن عدداً من الخبراء شككوا في النتائج.
وقال مارك سميث المتخصص في شؤون المياه في الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة "ان هذه المياه لن تستبدل ابدا" معتبراً انه كان من المستحسن من وجهة نظر اقتصادية وبيئية "شراء المواد الغذائية من اماكن تستفيد من مصادر مياه متجددة".
ورأت يوجينيا فيراغينا ان مشروع القذافي "لا معنى له من وجهة النظر الاقتصادية" ويخلق توتراً محتملاً مع الدول المجاورة.
وقالت "ذلك يمكن ان يتحول الى سباق على الضخ، سباق لمعرفة من يتمكن من استخراج المياه اولاً".
وفي كتاب حول نقص المياه يحمل عنوان "حين تجف الانهار" يقول الكاتب البريطاني فرد بيرس ان "الاستثمارات الكبرى والتكلفات المتزايدة لاستخراج المياه من اعماق متزايدة تحت الصحراء تجعل من القمح الذي يتم ريه بمياه الصحراء احد اغلى محاصيل القمح على الارض".
21/03/2009
اسطنبول ـ ميدل ايست اونلاين
قدمت ليبيا هذا الاسبوع في اسطنبول تفاصيل مشروع ضخم في طريقه للانجاز بكلفة 33 مليار دولار لاستخراج المياه الجوفية تحت الصحراء ونقلها عبر الصحراء الى المدن الساحلية.
وللمرة الأولى خلال اجتماع دولي بارز، عرض مسؤولون ليبيون تفاصيل "مشروع النهر الصناعي العظيم" الذي اعتبره البعض محض جنون وأثار العديد من التساؤلات في مجال ادارة موارد المياه.
والمشروع الذي تم انجاز ثلثيه كما اكد فوزي الشريف سعيد المسؤول عن ادارة المياه الجوفية له استمرارية على الصعيد الاقتصادي ويفترض الا يثير اي نزاع.
واضاف ان الكلفة الاجمالية التي تشمل الاستثمار الاساسي وكلفة الصيانة على 50 عاماً تصل الى 33.69 مليار دولار.
وقال ان "الدراسات اثبتت ان المشروع هو اقل كلفة اقتصاديا من البدائل الاخرى" مثل بناء مصانع تحلية مياه او استيراد المياه من اوروبا.
وتابع انه اذا استخدمت الدول الاربع التي يمكنها الوصول الى مياه المشروع - ليبيا والسودان وتشاد ومصر - موارده بحسب التوقعات الحالية فان "الاحتياطي الذي يمكن استخدامه يتوقع ان يستمر لمدة 4860 سنة".
ورغم تسميته فان المشروع ليس له اي علاقة بنهر.
ويستند المشروع على نقل المياه العذبة عبر انابيب ضخمه تدفن في الارض يبلغ قطر كل منها اربعة امتار وطولها سبعة أمتار لتشكل في مجموعها نهراً صناعياً بطول يتجاوز في مراحله الأولى أربعة آلاف كيلو متر تمتد من الجنوب الشرقي والجنوب الغربي وصولاً الى جميع المدن التي يتجمع فيها السكان في الشمال.
والمشروع اطلقه الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي كوسيلة لتأمين الاكتفاء الذاتي الغذائي، وتم تقديم هذا المشروع في المنشورات التي وزعت خلال المنتدى العالمي للمياه في اسطنبول على انه "ثامن عجيبة في العالم".
والمشروع يستهدف بالدرجة الأولى توفير مياه الشرب للسكان وإقامة مشاريع زراعية.
لكن رغم ضخامته فانه ينفذ منذ عدة سنوات وسط تكتم شديد ويبقى غير معروف كثيراً كما قالت يوجينيا فيراغينا المتخصصة بمسائل المياه في مجلس الابحاث الوطني في ايطاليا.
وقد احيط منذ فترة طويلة بسرية تسببت باطلاق مختلف الشائعات التي تناولتها وسائل الاعلام الغربية عام 1997 وبعضها ذهب الى حد القول ان الانابيب كانت تستخدم لتخزين اسلحة كيميائية.
وقال اندراس سزولوسي-ناغي من اليونسكو "انها المرة الاولى التي نشهد فيها خلال منتدى عالمي حول المياه عرضا لهذا المشروع من قبل زملائنا الليبيين" مشيداً بشفافية العرض.
لكن عدداً من الخبراء شككوا في النتائج.
وقال مارك سميث المتخصص في شؤون المياه في الاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة "ان هذه المياه لن تستبدل ابدا" معتبراً انه كان من المستحسن من وجهة نظر اقتصادية وبيئية "شراء المواد الغذائية من اماكن تستفيد من مصادر مياه متجددة".
ورأت يوجينيا فيراغينا ان مشروع القذافي "لا معنى له من وجهة النظر الاقتصادية" ويخلق توتراً محتملاً مع الدول المجاورة.
وقالت "ذلك يمكن ان يتحول الى سباق على الضخ، سباق لمعرفة من يتمكن من استخراج المياه اولاً".
وفي كتاب حول نقص المياه يحمل عنوان "حين تجف الانهار" يقول الكاتب البريطاني فرد بيرس ان "الاستثمارات الكبرى والتكلفات المتزايدة لاستخراج المياه من اعماق متزايدة تحت الصحراء تجعل من القمح الذي يتم ريه بمياه الصحراء احد اغلى محاصيل القمح على الارض".